منظمة آرام نهرين ترسل رسالة إلى وزير الشؤون الداخلية التركي للشكوى من عملية الصاق اعلانات على جدران كنيسة مار يعقوب في نيصيبين.

رقم: 2010-7-26/7

هولندا 26 تموز 2010 

الموضوع: التهجم على كنيسة مار يعقوب السريانية في نصيبين جنوب شرق تركيا عن طريق الصاق اعلانات مهينة للغاية  على جدران الكنيسة في 14 تموز 2010 .

مكتب وزير الداخلية في جمهورية تركيا،

الأستاذ معالي الدكتور بشير اتالاي

أنقرة ، تركيا

فخامة الرئيس ؛

المنظمة الآرامية في آرام نهَرَيم - المدعوة آرام نهرين باللغة الآرامية، وآرام نَهَرَيم بالعبرية - هي منظمة دولية، ثقافية / حقوقية تقوم بحماية مصالح الشعب الآرامي سكان بلاد ما بين النهرين الأصليين في العصور القديمة.

الشعب الآرامي (وينبغي عدم الخلط مع 'الأرمن') يتكلم الآرامية، اللغة التي تحدث بها إبراهيم وموسى ويسوع المسيح، هذا الشعب قدّم من خلالها مساهمة هامة جدا لحضارات العالم. يوجد في تركيا حوالي 20.000 آرامي 2.000  منهم يسكنون في طور عبدين. الآراميون معروفون في تركيا باسم "سريانيلير" "Süryaniler".

نكتب إليكم هذه الرسالة لنقل قلقنا العميق إزاء الحادث المروع بإلصاق إعلانات  مسيئة في على جدران كنيسة مار يعقوب السريانية في نصيبين جنوب شرق تركيا 14 تموز 2010 و هذه الإعلانات تضمنت عبارات مسيئة للغاية مثل: "انقلعوا  ايها الحقيرون و الدنيئون " ، " الموت للقوى الصهيونية " ، " انقلعوا ايها الملحدون من هنا " و" كلاب صهيونية ".

لدينا سبب للاعتقاد بأن مرتكبي هذه الأفعال المشينة ليسوا أعضاء في المجتمعات المحلية، وإنما هم من قوى التعصب والتطرف الذين يرغبون في خلق الفتنة وعدم الاستقرار في المنطقة من أجل وضع تركيا في قفص الإتّهام. اذا كشف التحقيق أن الجناة هم في الواقع من المجتمعات المحلية  فإذن نحن مقتنعون في هذه الحال بأنها كانت بتوجيه من القوات الاجنبية المتعصبة التي تريد خلق حالة من الفوضى والمشاكل في المنطقة.

نقول هذا الكلام ، لأننا نعرف أيضا أن  بعض القوى الأجنبية  في العراق تورّطت في عمليات استهداف رجال الدين والكنائس.

سعادتكم ، إنه من المهم للغاية بدء التحقيق في أقرب وقت ممكن لتعقب الجناة وتقديمهم إلى العدالة.  ليس من مصلحة تركيا ، ولا من مصلحة الأمة الآرامية وغيرها من الطوائف في تركيا أن يبقى مرتكبو هذا العمل الغير أخلاقي   دون عقاب. وعلاوة على ذلك ، نعتقد أنه ينبغي ارسال رسالة قوية الى قوات التطرف والتعصب هذه، الذين يريدون  خلق الفتنة والفوضى التي تدنس أماكن العبادة، من اجل التأكد ان هذه المنطقة لن تكون مرتعا لأنشطتها.

فخامة الرئيس ؛

الأمة الآرامية في تركيا لا تعتبر أي شخص عدوا لها بل ترغب في العيش  بسلام وأخوّة مع الدول الأخرى في المنطقة. إذا كان الآخرون يعتبروننا أعداء لهم ، فنحن لا ننظر إليهم على أنهم أعداء. الشعب الآرامي لديه تقليد وسياسة التعاون السلمي والأخوّة التي لا تقوم فقط على الكلمات الطيبة ولكن عن طريق تطبيقها عمليا في الحياة اليومية.

هذا التهجم على الكنيسة مؤلم للغاية  والكنيسة تتألم من اجلنا بالذات، لأنه تم بناء هذه الكنيسة على يد العالم التاريخي  مار يعقوب بنفسه ، وهو مواطن من نصيبين وأسقف المدينة بين 308-338 ميلادي. كذلك هو مؤسس المدرسة السريانية  في نصيبين و التي أصبحت فيما بعد أول جامعة من نوعها في العالم. مدرسة نصيبين ذاع صيتها بعد ان اغلقت المدرسة الآرامية  Urhoy (= اورفا)  عام 489 م. أحد تلاميذ مار يعقوب، هو العالم السرياني الشهير مار أفرام (306-373 م). و هو أيضا من مواليد نصيبين.

نختتم رسالتنا مع الأمل أن تكونوا قد اخذتم بعين الإعتبار اهتماماتنا الصادقة و ان يتم  إتخاذ اجراءات حاسمة لحماية المواطنين المؤمنين الآراميين في تركيا وإثبات أن تركيا بلد ديموقراطي يراعي معايير حقوق الإنسان والقيم لجميع المواطنين ، بغض النظر عن الدين، أو التوجه السياسي أو العِرق.

إضافة إلى ذلك فإننا نطلب من فخامتكم بذل قصارى الجهود لتعقب الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

مع خالص التقدير ،

غابرييل سينجو

رئيس الآراميين في منظمة آرام النهرين.

أرسلت نسخة إلى :

محافظ ماردين

موظف البرلمان الأوروبي في منطقة نصيبين.